يقولون عن جمعية التجديد أنها {تبتدع} في الدين، وأنها تنظيم سري باطني، قائم على الأكاذيب، وأنها تنسج عقائدها من {الأحلام}.
لنحاكم هذا القول، لنعرف مقدار التشويش والتشويه والتحريف:
1) يقولون: الشيعة هم الفرقة الناجية. نقول: لا يوجد فرقة ناجية، بل النجاة فردية، والناس جميعا متساوين في ذلك مهما كانت انتماءاتهم، والمعيار هو {التقوى}.
2) يقولون: المرتد يُقتل ف {من بدّل دينه فاقتلوه}. نقول: حرية المعتقد حق أصيل، ولا دخل لأحد في قناعات الناس، تؤكد ذلك محكمات القران، ف {لا إكراه في الدين} وغيرها العشرات من الآيات.
3) يقولون: لقد خُرقت النواميس للأنبياء، فعاش يونس ع في بطن حيوان، وخرجت ناقة عملاقة من صخرة صماء في قصة صالح ع، وتكلم سليمان ع مع الحيوانات، وتحولت عصى موسى ع الى حيوان، وأنّ إبراهيم ع بقي في النار دون أن يصيبه شيء، وغيرها من المعاجز. نقول: لم تحدث هذه الامور بالطريقة التي تزعمها التصورات الشائعة، بل حدثت كما بيّنها القرآن الكريم، فقول الله هو القول الحق، والنبوة لا يُبرهّن على صدقها بالمعاجز، وآيات الله لا تخرق النواميس، بل هي آيات بيّنات لغايات حكيمة، تنسجم مع العقل، ووفق سنن الله في الاقوام.
4) يقولون: المرأة ناقصة عقل ودين، تابعة للرجل لأنّ القوامة له، شهادتها نصف شهادة الرجل، ليس لها القضاء والولايات. نقول: كل ذلك باطل، ليست ناقصة عقل ولا دين، شهادتها تعادل شهادة الرجل في اغلب القضايا، ولها حق الولايات والقضاء، وليس مفهوم القوامة كما تقولون، وهي ليست تابعة للرجل لا خلقا ولا واقعا.
5) يقولون: للأئمة الولاية التكوينية، وهم معصومين من السهو والخطأ بشكل مطلق، وأنّ هذه {ضرورات وثوابت}، وللأئمة معاجز منذ ولادتهم، وأنّ كثير من آيات القرآن لها تأويلات باطنية حول الولاية والأئمة. نقول: تلك ظنون الرجال والمذاهب، لا هي من الضرورات ولا الثوابت، بل أقوال مغالية، فقول الله هو الحاكم، وينبغي عرض كل المفاهيم المذهبية على كتاب الله، وستسقط تلقائيا أغلب قواعد المذهب.
6) يقولون: من ليس بمسلم فهو كافر، والكافر نجس، ومن لا يعتقد بالولاية غير {مؤمن} أو هو ناقص الايمان. وينبغي تشغيل عقيدة الولاء والبراء مع كثير من المختلفين عقائديا. نقول: هذا مخالف لكتاب الله، لا يوجد كافر أو نجس بسبب اعتقاده؛ وغياب الولاية لا ينقص الايمان، والاصل في كل العلاقات الانسانية (مهما اختلفت العقيدة) هو المحبة والود والاخوة والاستغفار، ويمكن لكل انسان أن يدخل الجنة إن كان محسنا، حتى لو كان ملحدا في الاعتقاد.
7) يقولون: زيارة المراقد والاماكن المقدسة تعطيك أجورا خيالية ومثوبةً خيالية. نقول: قول باطل، وأقوال تكرّس الاوهام في عقول الناس، وأقنعة من التفاؤل الزائف، تدفع الناس باتجاه معاكس لكتاب الله الذين يقرن الاجر بالعمل الحقيقي (فقط) وبشكل عقلاني.
8) يقولون: التقليد واجب، وعمل العامي بغير تقليد او احتياط باط. نقول: قول باطل، لا يوجد تقليد في دين الله، وقد بيّنا البديل العقلاني الصحيح.
9) يقولون: الاجماع حجة، وقول علماء الطائفة حجة، وصحة الحديث سندا يرجّح إمكانية صدوره، وعلوم الحديث هي المحور في معرفة الغث من السمين منها. نقول: غير صحيح، الحجة للدليل فقط، لا لإجماع ولا تسالم علماء الطائفة ولا الكثرة أو قول المذهب. ولقد ساهم تضخيم علوم الحديث والجرح والتعديل في تكريس الكثير من الاوهام والفساد العقائدي. فالأصل تقييم {المتن والمحتوى} لا السند، والتقييم بناء على معايير واضحة هي القران الكريم والعقل والفطرة والسيرة العملية للرسول ص والسياق التاريخي، لا وثاقة او ضعف سلسلة الرواة.
10) يقولون: علماء الدين هم ورثة الانبياء، وأنّ الدين تخصص ينبغي على فئة من الناس الاشتغال به، وأنّ الراد عليهم كالراد على الله، ويوظّفون لذلك آيات ومرويات. نقول: هذه مقولات تكرّس الكهنوت في الاسلام، وتحتكر الشرعية كما فعل كهنة اليهود في المدينة المنورة حين جاء الاسلام، وتستند على مرويات مكذوبة، فالدين ليس تخصص، بل من حق الجميع البحث والاجتهاد فيه بقدر الاستطاعة والجهد، وآيات القرآن تؤكد ذلك.
11) يقولون: يمكن للأموات الرجوع للحياة، بفعل الإعجاز، وقد حدث ذلك في التاريخ مرارا، كما في قصة طيور ابراهيم ع، وإحياء عيسى للموتى، وقصة الذي اماته الله مئة عام، وغيرها. نقول: لم يحدث ذلك ولن يحدث، الميت لا يرجع، فهذه سنة جارية، وناموس لا يُنقض، وقصص الاحياء من الموت في القرآن حق، وهي تتكلم عن الموت المعنوي حيث موت القلوب وخمول الأمم وتقاعسها عن نصرة أنبيائها؛ وإحيائها إنما هو ببعثها من هذا الموت، وبيقظة القلوب، واستجابتها لله، وأنبياءه.
وغيرها العشرات من المفاهيم التي عرضناها وسنعرضها.
هذان نموذجان ونسختان للدين! فتأمل، أين البدعة في ذلك وأين الاحلام؟ وأين الباطنية؟ ومن هو الذي يكذب؟