ما هو برهان الضبط الدقيق؟ Fine-Tuning Argument
القصد من الضبط الدقيق هو وجود ثوابت رياضية وقوانين فيزيائية دقيقة جدا، هي التي سمحت بنشأة الكون والحياة. ولو أنّ هذه القوانين والثوابت انحرفت ولو بمقدار طفيف جدا، سواء بالزيادة أو بالنقصان، فذلك سيمنع الكون أو الحياة من النشوء.
يقول الفيلسوف وليام كريج: فالمقصود بـ “الضَبط الدقيق” عادة هو أنَّ القيم الفعلية لتلك الثوابت والكميات المعنية، مضبوطة بالطريقة التي لو حدث أيّ انحرافات طفيفة عن قيمها الفعلية، فإنَّ هذا سيجعل نشأة الحياة في كوننا مستحيلا.
في كتابه (Is Atheism Dead) يستعرض الكاتب Eric Metaxas، أمثلة كثيرة على هذه القيم الرياضية والثوابت الفيزيائية/الكيميائية المرتبطة بالكون أو الحياة، كنماذج على الضبط الدقيق.
وفي هذا الموضوع سأقوم بذكر مجموعة منهم كما أثبتها في كتابه.
ثم لنسأل بعض ذلك: هل يدلنا هذا الكون على الله؟
المثال الأول: حجم الكرة الأرضية
لو كانت الكرة الأرضية أصغر أو أكبر من حجمها الحالي–ولو بمقدار ضئيل–لما أمكن للحياة أن تنشأ فلو لو كانت الكرة الأرضية أصغر بقليل لضعُف حقلنا المغناطيسي، وهذا يعني أنّ الرياح الشمسية (الرياح النجمية) ستدمر الغلاف الجوي مما يعني استحالة الحياة
وأمّا لو كانت الكرة الأرضية أكبر من حجمها الحالي بقليل، فهذا سيتسبب في زيادة قوة الجاذبية على الأرض، وهذا يعني عدم قدرة الماء، غاز الميثان، وثاني أكسيد الكربون، على النفاذ من خلال الغلاف الجوي، مما سيجعلنا الكائنات الحية غير قادرة على التنفس، وبالتالي غير قادرين على الحياة.
المثال الثاني: بُعد وقرب الكرة الأرضية من الشمس
الماء، أصل في الحياة، ولولاه لما كان أيّ شيء حي. ولكن لو كانت الكرة الأرضية أقرب بقليل للشمس، لتبخّر كل الماء. أمّا لو كانت أبعد بقليل، لتجمّد كلّ الماء، وفي الحالتين لن توجد الحياة.
المثال الثالث: المشتري وزحل
لو أنّ كوكبي المشتري وزحل لم يكونا في موقعهما الدقيق والمحدد ضمن المجموعة الشمسية، لرُشق كوكبنا بالنيازك والكويكبات، وذلك لأنّ كتلتي هذين الكوكبين وجاذبيتهما الحالية، تستقطبان كل هذه الأجرام المدمرة، لتضربها، بدل أن تتجه لغيرها كالأرض.
ولكي نقدّر الأثر المحتمل لتعرض كوكبنا لهذه الأجرام الخطيرة، لنتذكر أنّ الأجرام التي ضربت الأرض قبل 66 مليون سنة، قد قتلت ثلاثة أرباع أشكال الحياة التي كانت موجودة آنذاك في الأرض، بما فيها كل الديناصورات. لذلك، فمن دون هذين الكوكبين، لتدمرت الأرض ولم تكن الحياة لتنشأ من الأساس.
المثال الرابع: الاصطدام العملاق
وفق فرضية الاصطدام العملاق، فإنّ جسماً بحجم المريخ (يطلق عليه ثيا) اصطدم بالأرض، قبل 4.5 مليار سنة. إنّ الزاوية والسرعة التي حدث بها هذا الاصطدام، كانا بالمقدار المطلوب تماما، لكي تحدث التغيرات الملائمة على كوكب الأرض لتسمح بنشوء الحياة.
والملفت أنّ مثل هذه الاصطدامات نادرة في الكون، ولكنها حدثت للكوكب ذاته الذي أصبح مؤهلا للحياة فيما بعد. وأحد النتائج المترتبة عن الاصطدام كان نشأة القمر، الذي لولاه أيضا لما أمكن للأرض أن تكون مؤهلة للحياة.
المثال الخامس: القمر
لو كان القمر، أكبر أو أصغر بقليل من حجمه الحالي، لما أمكن للحياة أن تنشأ على الأرض. إنّ قمرنا كبير مقارنة بكل الأقمار في المجموعة الشمسية، ولكنه لو لم يكن بهذا الحجم الدقيق، لما أمكن أن يساهم في استقرار ميلان محور الأرض. إضافة لذلك، فإنّ هذا الحجم تحديدا هو الذي يسمح بتغيرات فصول السنة بشكل معتدل، وبمستويات من الحرارة تسمح للحياة بالاستمرار.
كما إنّ هذا الحجم الكبير للقمر، يمنحه جاذبية ذات نسبة دقيقة، تساهم في إحداث المد والجزر، مما يمنح النظام البيئي الساحلي الخصائص
الضرورية لاستمرار الحياة.
المثال السادس: الكسوف
إنّ المسافة بين الأرض والشمس تقريبا 93 مليون ميل، بينما المسافة بين الأرض والقمر تقريبا 240,000 ميل، وهذا يعني أن المسافة بين الأرض والشمس أكثر من المسافة بين الأرض والقمر بما يقارب ال400 مرة.
ولكنك ستعجب حين تعرف أنّ قطر الشمس البالغ 865,370 ميل هو أكبر من قطر القمر البالغ 2159 ميل، أيضا ب400 مرة ماذا ينتج عن هذا التشابه الغريب؟ الناتج هو أنّ هذين الجسمين (الشمس والقمر)، ونتيجة لهذه الأرقام، سيبدوان من الأرض بنفس الحجم تماما، بمعزل عن التباين الحقيقي بين حجميهما.
وفقط بسبب هذا التشابه “النسبي” بين حجميهما (بالنسبة للناظر من الأرض)، فإنه يمكن للكسوف أو الخسوف الكلي أن يحدث في الواقع. فالأرض أو القمر، يمكن لهما أن يحجبا أشعة الشمس تماما عن بعضيهما، في حال توسط أحدهما بين الشمس والجرم الآخر.
المثال السابع: موقع المجموعة الشمسية في المجرة
إنّ موقع المجموعة الشمسية الدقيق جدا في مجرة درب التبّانة هو أيضا ضروري لبقاء واستمرار الحياة على الأرض. إنّ موقع المجموعة الشمسية يقع تحديدا في “الذراع الجبّار” فيالمجرة، وهو يبعد عن نواة المجرة بما يقارب 26 ألف سنة-ضوئية.
ولو كنّا أقرب للنواة بقليل، لكانت الأشعة التي تصطدم بنا أكثر بكثير من تلك التي تصطدم بمجرتنا في موقعها الحالي، حيث إنّ نواة المجرة نشطة جدا، وفيها توجد انفجارات أشعة غاما، وانفجارات الsupernova، وكل هذا سيجعل من الحياة على الأرض أمر مستحيل.
ولكن لو كانت المجرة أبعد عن النواة بقليل لنتجت مشاكل أخرى. فهناك لا تتوفر الأجواء الصالحة للحياة، كما أن النجوم البعيدة عن النواة تدور حولها كواكب أصغر من الأرض، وهذا يمنعها من المحافظة على استقرار الصفائح التكتونية، وهذه خاصية موجودة في الأرض يجعلها تحافظ على الحياة يضاف لكل ذلك، فإنّ الشكل الحلزوني الخاص لمجرتنا، يمنح الأرض القدرة على الحفاظ على الحياة أكثر، مقارنة بالمجرات الأخرى، كتلك التي تأخذ شكلا بيضاويا مثلا.
والآن، لنتجه لأمثلة أكثر على الضبط الدقيق، ونتأمل في الكون قليلا:
ذكر ستيفن هوكنج في كتابه تاريخ موجز للزمن أنّه لو تغيرت كثافة الكون بمقدار 0.0000000000001 لما أمكن للنجوم أو المجرات أن تنشأ. ولو أنّ معدل توسّع الكون بعيّد ثانية واحدة من الانفجار العظيم، كان أقل حتى بمقدار جزء من أصل مئة ألف
مليون مليون جزء، لانكمش الكون على نفسه وانتهى
المثال الثامن: كتلة الكون
إنّ كتلة الكون المنظور فقط (هذا لأننا نستثني المادة المظلمة والطاقة المظلمة) تساوي بالكيلوغرام 1.5 ضرب 10
مرفوعة على الأس 53.
وإذا أردنا التعبير عن كتلة الكون بطريقة أخرى، فيمكن أن نقول إنّ عدد الذرات في الكون هي تقريبا 10 مرفوعة على الأس 80، مما يعني 1 وخلفها 80 صفر. لكي تقدّر حجم هذه الكتلة، تذكر أن الكون يحتوي على ما يقارب ترليونين مجرة، وكل مجرة فيها حوالي 100 بليون نجم.
ونحن نعرف اليوم أنّه لو كانت الكتلة أكبر بقليل، لكانت الجاذبية الموجودة أكثر، ولتسبب ذلك في منع الكون من التوسع بعد الانفجار العظيم لحجمه الحالي، حيث سيتسبب ذلك في سلسلة من الحوادث، التي ستؤدي لتحطم الذرات، وبالتالي لعدم نشوء العناصر الرئيسية لنشأة الحياة. وفي المقابل، لو كانت كتلة الكون أقل بقليل، لتسبب ذلك في تسارع الكون بنسبة سريعة جدا، ولما أمكن للجاذبية حينها أن تنشأ الكواكب والنجوم، ولكان الكون مجرد غبار. ولما أمكن للعناصر الضرورية للحياة – كالنيتروجين والاكسجين والكربون – أن تنشأ من الأساس.
ولكن لنسأل: كم هي نسبة الضبط الدقيق لهذه الكتلة، بمعنى كم هو المقدار الذي نتحدث عنه، من أنه لو قلّ او كثر بهذا المقدار، لما أمكن للحياة أن تنشأ؟ يجيب الفيزيائي Hugh Ross بذلك ويقول أنّ الكتلة دقيقة بنسبة جزء واحد من 10 مرفوعة على أس
60!
بعبارة أخرى، الكتلة دقيقة لدرجة أنّه كان يمكن لشخص ما في بداية نشأة الكون أن يلغي نشأة الحياة ويعدمها، لو أنه أضاف أو أزال من الكون، كتلة بمقدار كتلة قطعة نقدية!
المثال التاسع: القوى الأربعة الأساسية في الكون
وهي الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الشديدة والنووية الضعيفة.
كلٌّ منها له قيمة دقيقة جدا، قيمة نشأت في أقل من جزء من مليون جزء من الثانية عند بداية نشأة الكون، ثم بقيت القيمة حتى اليوم، ولولا هذه القيم الدقيقة لما نشأة الحياة.
المثال العاشر: القوة النووية الشديدة
هذه القوة هي التي تحافظ على تماسك البروتونات والنيوترونات مع بعضهم. لو كانت أضعف بقليل، لما استطاعت إمساك البروتونات مع النيوترونات، وهذا يعني انزياحهم عن بعضهم، مما سينتج كونا من الهيدروجين فقط، أي هو كون غير قابل على إنشاء الحياة.
فالهيدروجين هو العنصر الذي تحتوي نواته على بروتون واحد فقط، دون وجود نيوترونات. أمّا لو كانت هذه القوة أقوى بقليل جدا، لكان التجاذب بين البروتونات والنيوترونات أكبر بكثير، مما سينتج كونا بغير هيدروجين، وهذا الكون أيضا لا يمكن أن تنشأ فيه حياة. تذكروا أنّ هذه الدقة في
نسبة هذه القوة قد نشأت في نشأت في أقل من جزء من مليون جزء من الثانية الأولى لحظة حدوث الانفجار العظيم، أي قبل ما يقارب 14 بليون سنة، وقد تشكلت القوة بالمقدارالدقيق الذي احتاجته الحياة فيما بعد حتى تنشأ، أي بعد بلايين السنين من ذلك الانفجار. أي صدفة!
المثال الحادي عشر: القوة الكهرومغناطيسية
هذه القوة هي التي تحافظ على دوران الالكترونات على نواة الذرة. لو كانت هذه القوة أضعف بقليل، لخرجت الالكترونات من مداراتها بسهولة شديدة. أما لو كانت أقوى بقليل، لما تزحزحت الإلكترونات من مداراتها.
وفي الحالتين، ستنتج مشاكل كثيرة، لأنّه حتى تبقى العناصر الكيميائية بالشكل الذي تحتاجها فيها الحياة، فإنّ هذه القوة لابد أن تكون بهذه الدقة العالية جدا.
المثال الثاني عشر: النسب بين هذه القوى الأربع
والأكثر من ذلك، أنّ النسبة ratio بين هذه القوة أيضا ضرورية لاستمرار الكون والحياة. فعلى سبيل المثال لو أن النسبة بين القوة النووية الشديدة والقوة الكهرومغناطيسية كانت مختلفة بمقدار جزء واحد من 10 مرفوعة على أس 16، لما نشأ الكون.
ومثل ذلك بين القوة الكهرومغناطيسية وقوة الجاذبية، بمقدار جزء واحد من 10 مرفوعة على
أس 14. وحتى تتصور ضخامة هذا الرقم الأخير، وصعوبة تحققه بالصدفة، تصوّر أنّك تغطي مساحة جغرافيا تساوي بليون ضعف مساحة قارة أمريكا الشمالية ومعها أجزاء من أمريكا الوسطى، لو أنك تغطي كل هذه المساحة الهائلة بقطع نقدية يصل ارتفاعها الى حد القمر (240000 ميل)، ثم تطالب أحد أصدقاءك ان يعثر على قطعة نقدية حمراء ضمن كل هذه القطع، فما هي احتمالية ذلك؟ هذا هو الاحتمال! كما أنّه لو كانت قيمة قوة الجاذبية مختلفة بمقدار جزء من 10 مرفوعة على أس 34، لما أمكن لأي كوكب أن تنشأ فيه حياة من الأساس.
الثالث عشر: الثابت الكوني
ولكن ما هو الرقم الأكثر دهشة من كل تلك الأرقام السابقة. إنه الثابت الكوني cosmological constant.
ذكر العالم الفيزيائي الفائز بجائزة نوبل أنّه لو تغير الثابت الكوني بمقدار جزء واحد من 10 مرفوعة على أس 120 لما أمكن للحياة أن تنشأ. هذا رقم صادم، وهو يعني جزء من رقم مقداره 1 يتبعه 120 صفر. يا للعجب!
المثال الرابع عشر: عودة للماء
توجد في الماء خصائص كثيرة، لولاها لما نشأت الحياة. من هذه الخصائص على سبيل المثال، أنّ الماء في هيئته الجامدة، هو أخف وزنا من الماء في هيئته السائلة، بمقدار 9 %. وهذه الخاصية في الماء غير موجودة في غيره، لأنّه في العادة تكون المادة في صيغتها الصلبة أكثر كثافة منها في صيغتها السائلة، وبالتالي فإنّ الصلب هو الذي يغرق في العادة.
ولكن في الماء فإنّ العكس هو الذي يحدث، لأنّ الجليد أقل كثافة من الماء السائل، مما يتيح له أن يطفو على السطح. وهذه الخاصية الاستثنائية في الماء، ضرورية لنشأة الحياة، لأنّه لو لم تكن كذلك، لكانت البحيرات وغيرها من تجمعات مائية، تتجمد من الأسفل للأعلى، مما سيدمر نظامها البيئي. بينما الجليد على السطح يمكن أن يشكّل عازل يساعد ما تحته على البقاء.
المثال الخامس عشر: كيف استمرت الحياة؟
قبل أربعة بليون سنة، كانت تعيش إحدى أولى الكائنات الحية وهي بكتيريا وحيدة الخلية. ولكنّ الطاقة الموجودة في
الأرض لم تكن لتكون كافية لدوام الحياة لهذه الكائنات، ثم لتنوعها عبر السنين.
لم تكن لتعيش وتستمر لولا أنّ هذه الكائنات قد حصلت على مصدر خارجي للطاقة، عبر اعتمادها على أشعة الشمس في توليد الطاقة، من خلال عملية البناء الضوئي. ولكن لم يكن هذا ممكنا لولا “صدفتين” ضخمتين غير مرتبطتين ببعضها البعض. الأولى متعلقة بأشعة الشمس، والأخرى بخاصية من خصائص الماء. أما ما يتعلق بأشعة الشمس، فالشمس تصدر كمية هائلة ومتنوعة من الطاقة الكهرومغناطيسية. نحن نعرف من تلك الطاقة الهائلة فقط “أشعة الشمس”، ولكن الأشعة لا تشكل إلا نسبة متناهية الصغر من الطاقة الكهرومغناطيسية الكلية المنبعثة من الشمس، والتي تتضمن الأشعة تحت الحمراء، أشعة المايكروويف، موجات الراديو، الأشعة الفوق بنفسجية، الأشعة السينية، وكذلك أشعة الجاما. إنّ النطاق (المدى) أو spectrumلهذه الطاقة هائل جدا.
وحتى تتصور حجم ذلك، مثّل ذلك بأوراق لعب البتة، ثم افترض أنك تضع هذه البطاقات ابتداء من غلافنا الجوي، ثم تستمر في وضعها إلى أن تتجاوز مجرتنا، وتصل للمجرة التي بقربنا. من تلك البطاقات كلها، يمثل ضوء أشعة الشمس، من مجموعة الطاقة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الشمس – وهو عموما الجانب المرئي من هذه الطاقة الكلية للشمس – يمثّل ما مقداره بطاقتين فقط من ذلك العدد شبه اللانهائي من البطاقات.
ولكن الذي يذهل حقا، أنّ 70% من طاقة الشمس مكدّسة في هتين البطاقتين فقط، أي في الجزء المرئي لنا فقط. وهذه الطاقة الكبيرة كانت متوفرة لتلك الكائنات الحية الأولى.
أمّا ما يتعلق بالماء، فالصدفة الأخرى، أنّه لسبب غير معروف علميا، يقوم ماء البحر تقريبا بامتصاص كل الطاقة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الشمس، باستثناء ذلك الجزء الضئيل جدا (بطاقتين من أصل عدد لامتناهي من البطاقات) الذي هو ضوء الشمس، فإنّه لا يمتصه، بل يقوم بالسماح له بالمرور عبره.
وفقط عند اجتماع هتين الصدفتين الهائلتين ببعضها، استطاعت الكائنات وحيدة الخلية الموجودة في الماء، قبل أربعة بليون سنة، الاستفادة من ضوء الشمس، واستخدامه في عملية البناء الضوئي، وبالتالي وفرت لنفسها مصدر لانهائي للطاقة، مما أتاح لها البقاء، وبالتالي استمرار الحياة على وجه الأرض.
الآن، تأمل في كل الأمثلة التي ذكرتها، وغيرها الكثير الكثير، تأمل كم هو الضبط الدقيق في كل مثال من تلك الأمثلة، ثم فكّر، كيف أنّها كلها، قد اجتمعت مع بعضها البعض في كون واحد، وفي حياة واحدة، وتلاحقت في الحصول واحدة تلو الأخرى؟
هل هي الصدفة؟ أم هو الله؟
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا
فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ